;

جماع الزوجين خلال حجر كورونا الصحي

كيف أثر فيروس كورونا على العلاقة الحميمة بين الزوجين؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 27 أبريل 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 09 مايو 2023

بلدان كثيرة تم إغلاقها وإجراءات كثيرة اتخذتها حكومات هذه البلدان سعياً منها لإبقاء المواطنين في منازلهم. وفي المنزل مسألة أخرى.. إذ من غير المفاجئ أن يتساءل العديد من الأزواج عما يعنيه فيروس كورونا التاجي لحياتهم الجنسية وإمكانية أن يؤثر بالفعل على علاقاتهم الحميمة مع شركائهم وسط هذه الظروف. وهنا محاولة للإجابة عن تساؤلات هؤلاء.

هل ينتقل فيروس كورونا (Covid-19) جنسياً؟

للإجابة على هذا السؤال فيما يلي ما ذكره باحثون اختصاصيون وأطباء استناداً إلى الدراسات التي تم إجراؤها على الفيروس وطرق انتقاله التي تم التوصل لمعرفتها حتى الآن:

  •  لا توجد أنماط تشير إلى الانتقال الجنسي لفيروس كورونا فهو ينتشر بشكل أساسي من خلال قطرات أو (قطيرات رذاذ) تخرج من الجهاز التنفسي بالسعال غالباً أو بأي طريقة أخرى ويتم التواصل معها مباشرة، ويعتقد أن لمس الأسطح الملوثة هو النمط الثانوي للانتقال.
  • لا يوجد دليل على أن كوفيد-19 يمكن أن ينتقل عن طريق الجماع المهبلي أو الشرجي، ومع ذلك فإن التقبيل ممارسة شائعة جداً أثناء الجماع الجنسي، ويمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق اللعاب، وهذا يبرر انتقال الفيروس عن طريق التقبيل.

هل من الآمن ممارسة الجنس في زمن الكورونا؟

رغم عدم وجود دراسات ذات نتائج وتوصيات صارمة بشأن العلاقة الحميمة بين الزوجين في فترة انتشار الكورونا؛ إلا أنه يمكن اعتماد بعض النصائح وقد يكون مهماً للأزواج الاطلاع عليها:

  • إذا كنت أنت أو شريكك لديكما عدوى أو إصابة بفيروس (Covid-19) فإن النصيحة المؤكدة هي الابتعاد عن بعضكما البعض قدر الإمكان.
  • بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم أعراض وليس لديهم أي تعرض محتمل مؤخراً للفيروس ويقيمون في المنزل فهذه قصة مختلفة، إذ يكون الجنس بالنسبة إليهم طريقة رائعة حقاً لقضاء وقت ممتع وتخفيف القلق خلال هذا الوقت الذي يحتمل أن يكون مرهقاً في الحجر المنزلي.
  • قد ينخفض الجماع الجنسي خلال أسابيع وجود الزوجين معاً في المنزل ولكن الأشكال الأخرى للتعبير عن الإثارة الجنسية ستظل خيارات موجودة [1].
  • إذا كنت تمارس الجنس مع شخص مصاب بالفيروس التاجي الجديد فلا يوجد شيء يمكن توصيتك به، سواء كان الاستحمام من الرأس إلى أخمص القدم قبل ممارسة الجنس وبعده مباشرة أو باستخدام الواقي الذكري لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
  • يبدأ خطر الإصابة بالفيروس التاجي الجديد بمجرد وصول شخص ما إلى مسافة ستة أقدام منك؛ وبالطبع عند ممارسة الجنس فحتى التباعد البسيط يلغى وبالتالي لا يوجد علاقة حميمة آمنة تماماً إلا إذا كان طرفاها الاثنان سليمين من الفيروس أو على الأقل يعلمان أنهما غير مصابين [2].

هل من الآمن ممارسة الجنس في زمن كورونا

كيف ينظر الأزواج إلى الجنس في زمن الكورونا؟

الكثير من الأزواج لا ينتظرون التوصيات بل يتوصلون إلى المناسب لهم من خلال حياتهم الخاصة ونمطها الجديد الذي فرضته الظروف الطارئة للمرض عليهم:

  • بالنسبة للكثير من الناس عندما يشعرون بالتوتر فإن الجنس هو أبعد شيء عن أذهانهم، فبين القلق بشأن العدوى والتباعد الاجتماعي ومعرفة كيفية ممارسة الرياضة في المنزل وتنظيم روتين جديد للحياة، يكون للتوتر والقلق تأثير كبير على جميع العلاقات ومن بينها بالطبع العلاقة الحميمة والتقارب الجسدي.
  • قد يرى بعض الأشخاص التأثير المعاكس تماماً فعندما يرتفع القلق والتوتر تزداد لديهم الرغبة الجنسية حيث يعمل الجنس كآلية للتكيف مع الظرف الجديد.
  • بعض الأزواج يرون أن القرب المفرط والوجود مع شركائهم طيلة اليوم أو لساعات أكثر من اليوم في المنزل يمكن أن يعيق بالفعل نوع الحميمية التي يبحثون عنها في الجنس؛ إذ يخلق هذا التقارب لديهم نوعاً من الاعتياد الذي يفقدهم الشغف المطلوب في العلاقة.
  • هناك أزواج توصلوا لنتيجة مفادها أنه خلال هذه الفترة التي لا تنتهي من الإجهاد والقلق قد تتفاوت الرغبة الجنسية وتتأرجح من طرف إلى آخر وصولاً إلى استقرار تدريجي في روتين جديد بعد بضعة أسابيع من الوجود في البيت، وعندما يتعلق الأمر بالجنس في الحجر الصحي فلديك بالتأكيد ما يكفي من الوقت للقيام بذلك [3].

كيف ينظر الأزواج إلى الجنس في زمن كورونا

آثار فيروس كورونا السلبية على علاقة الزوجين:

بالنسبة للفيروس المستجد فقد أدى وجوده لتغييرات في حياة الجميع وعلى صعدٍ مختلفة، ولم يسلم الأزواج بالطبع منه بعد ذكر ما سبق من تعاطيهم معه، وهنا نورد الآثار السلبية لفيروس كورونا على علاقة الزوجين:

  • بما أن بعض الأزواج لا يبقون في المنزل ويمكن أن يذهبوا إلى العمل (أحد الشريكين أو كلاهما) فقد يشعر الشريك بالغضب والخوف من أن شريكه لا يأخذ الاحتياطات على محمل الجد كما يفعل هو.
  • قد تنشأ مخاوف لدى أحد الزوجين حول احتمال أن يكون هو حاملاً للعدوى ونقلها إلى فرد من العائلة أو شريكه.
  • زيادة التعب بسبب الاضطرار إلى مواكبة العمل وزيادة أعباء التنظيف والتعقيم المفرط ورعاية الأطفال والقيام بالمهام المنزلية الأخرى؛ ما قد يخلق جدالاً حول ذلك.
  • انخفاض درجة الشغف والإثارة حتى خلال العلاقة الجنسية بسبب المخاوف السابقة التي ذكرت [4].

إذاً.. فالحذر والوقاية في زمن فيروس كورونا لا تستثني العلاقة الحميمة بين الزوجين، وهما من يعرفان من خلال المحيط الذي يخالطه كل منهما ما المخاطر التي يمكن أن يكون قد تعرض لها حتى لا ينقلها لشريكه خلال العلاقة.

المراجع:

[1]. مقال: هل يمكنني ممارسة الجنس؟ دليل للعلاقات الحميمة أثناء تفشي الفيروس التاجي. منشور على موقع theguardian.com

[2]. مقال: الفيروس التاجي والجنس: أسئلة وأجوبة. منشور على موقع nytimes.com

[3] مقال: Alexandra Ossola  و Natasha Frost الشهوة في زمن كورونا.. لماذا تمارس الجنس على الأرجح أقل (أو أكثر) الآن. منشور على موقع qz.com

[4]. Sari Cooper، مقال: الحب (والجنس) في زمن كورونا. منشور على موقع psychologytoday.com